الاثنين، 24 أكتوبر 2016

‏الموصل.. سقط القناع عن الوجوه الكالحة

في المناظرة الثالثة والأخيرة بين ترامب وهيلاري سأل مرشح الحزب الجمهوري منافسته هيلاري سؤالًا تقريريًا، ليس بصفتها مرشحة الحزب الديمقراطي فحسب؛ وإنما بصفتها شريكة لإدارة أوباما، عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، سؤال ترامب يحمل اتهامًا صريحًا لأوباما حيث قال:(أيتها الوزيرة منذ ثلاثة أشهر وكلنا يعلم بمعركة الموصل، فلماذا أخرتموها إلى الآن؟! هل كنتم تنتظرون هروب قادة داعش جميعًا من الموصل).؟! إن ظهور داعش  ‏كان يكتنفه الغموض منذ البداية، ودخوله الموصل بتاريخ 9‏/6‏/2014 م كان أشد غموضًا، ولكن الأمر الواضح اليوم هو أن أمريكا بالتعاون مع إيران هما من صنع داعش لاتخاذه غرضًا ومبررًا؛ لاستهداف أهل السنة في مدنهم بحجة ‏محاربة داعش وعملاء الدولتين هم اللذين يأمرون متى وأين يرفع داعش أعلامه ومتى يطويها ويغادر المكان المستهدف، وكذبة التحالف الدولي لمحاربة داعش أضحت مكشوفة فهي مجرد غطاء للتحالف الأمريكي الصفوي، فأمريكا وحدها تتحكم في الضربات الجوية والتنسيق مع جمهورية الملالي، في الحرب البرية التي تستهدف بالدرجة الأولى أهل السنة، ‏روي عن علي أكبر ولايتي :(بأن أوباما طلب منا خوض معركة الموصل، لدحض اتهامه بالضعف وضمان فوز هيلاري..). وسأكمل ما لم يقوله مستشار خامنئي ليكتمل السياق :(..لأن فوز هيلاري هو الضمانة لاستمرار التحالف بين بلدينا). وهذا ما يفسر انزعاج دمية إيران في بغداد من التواجد التركي في ‏بعشيقة، لأنه سيحرم إيران من تحقيق ما تسعى إليه من ربط طهران ببلاد الشام عن طريق الموصل تلعفر، كما أن الوجود التركي يحمي أهل السنة من القتل والتهجير وتغيير الخارطة السنية، الذي من شأنه تهيئة الظروف المؤاتية؛ لتقسيم العراق إلى دويلات ‏ثلاث لتحقيق حلم (إسرائيل) والمجوس واستئثار أمريكا بالهيمنة على مخزونات العراق الضخمة من النفط والغاز وخاصة في الموصل.
يا قوم إن الأمر جد               قد مضى زمن المزاح
سموا الحقائق باسمها          فالقوم أمرهم صراح
سقط القناع عن الو              جوه وفعلهم بالسر باح
يوسف القرضاوي
لقد خصصت مجلة نيويورك تايمز عددها الأخير في الثلث الأول من شهر أغسطس 2016 م عن انهيار "العالم العربي" فالخطر جدي لا يحتمل التردد والانتظار والابتزاز السياسي الرخيص من البعض. بقي أن أشير إلى أمر مهم ومبدأ عسكري متبع في الحروب بين الجيوش النظامية، وهو ترك ممرًا أمنًا للانسحاب؛ لتقليل الخسائر في الأرواح والمعدات، وهذا ‏المبدأ إذا طبق في معركة الموصل فلا شبهة فيه إن كان هدفه حماية الإنسان والعمران في الموصل، ولكن الفضيحة ستكون في ترك مقاتلي داعش يصلون بسلامة الى الرقة، دون القضاء عليهم بعد خروجهم من العمران، والفضيحة الأكبر ستكون في ظهور النسخة الرابعة المطورة من داعش، التي بشر بها الأمريكان كما بشروا من قبل بانقلاب تركيا قبل حدوثه بأشهر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق