لست بصدد الكتابة عن المحفل الماسوني ؛وإنما عن أقلام يستكتبها رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الاستاذ :خالد المالك ، هذه المجموعة منفصلة تماماً عن واقع المملكة العربية السعودية السياسي و الديني و الثقافي ، تصادم الشعب السعودي يومياً بمقالات تمس أغلى مقدساته ، و أصول محدداته الفكرية ، و توجهاته السياسية ، طرح مجرد من الوطنية ، ومسؤولية استشعار خطورة المرحلة ، التي تفرض على كل وطني غيور البحث عن المشتركات التي توحد الصف و تجمع الكلمة ؛ لمواجهة الأخطار المحدقة ، و تجاوزها بأقل الخسائر ، وبالمثال يتضح المقال و عليه سأذكر ثلاثة نماذج صادمة، تكفي لإدراك حجم المجون الذي تمارسه هذه المجموعة ويجيزه ويتحمل وزره رئيس التحرير بقوة نظام المطبوعات السعودي :
المثال الأول : كتب عبدالعزيز السماري :[دولة الإسلام الأولى .. أرست نظاماً يفرض الشريعة ، ولا يعترف بالحقوق و التعددية .] . هذا استدراك صريح على الله وعلى رسوله وعلى الشريعة .
المثال الثاني : كتب ياسر حجازي : [ نحن شوهنا صورة اليهود بوزر أفراد أو بوزر حكايات تأريخية ].
هذا اتهام مبطن للقرآن ؛ لأننا نحن المسلمين لم نعتمد في نظرتنا إلى اليهود إلا على خبر السماء ، ولم نعتمد على أقوال الغرب عن اليهود في كتبهم وقصصهم و مسرحياتهم ، ونحن المسلمين لم نصنع أفران الغاز لحرق اليهود ،و عبر التأريخ لم يجد اليهود الأمن و الأمان إلا في ظل الدولة الإسلامية .
المثال الثالث : كتبت سهام القحطاني :[إسرائيل هي المنجز الذي يتحكم في واقع المنطقة إسرائيل ترى أن الواقع هو [قانون شرعية الاعتراف ،لقد انتصرت إسرائيل على العرب ].هذا معناه أن يستسلم العرب (السعودية) لاسرائيل دون قيد أو شرط . وفي مقالة أخرى قالت :[ العرب أمام خيارين : إما الاصطفاف مع إيران و قبول طموحاتها الاستحواذية ، أو الاصطفاف مع إسرائيل و قبول طموحاتها الاستحواذية .. و إسرائيل أقل ضرراً و أكثر فائدة ]. المقالة الأولى مقدمة و المقالة الثانية نتيجة . وفي المقالة الثانية تمويه لا يحتاج إلى جهد لتفكيك رموزه وفهم ما بين سطوره ؛ لأن المملكة العربية السعودية في هذه الظروف العصيبة هي الرافعة القوية لأمتها العربية ، وهي المعنية بمواجهة المشروع الصفوي ، بعد ارتماء مصر السيسي في أحضان العدو الصهيوني .
وفي المقالة تسطيح و تهميش وتجاهل متعمد لخيار المملكة الذي ارتضاه الملك سلمان -حفظه الله-وهو خيار يليق بالمملكة و مكانتها و خصوصيتها ، ألم يسمع خالد المالك بالتحالف العسكري العربي و عاصفة الحزم الذي استنقذ بها الملك سلمان اليمن من الهيمنة الصفوية ، هذه العاصفة أصابت المشروع الصفوي في مقتل ليس في اليمن فقط ، وإنما في سوريا والعراق ، ولو احتفى المالك بهذا المنجز الاستراتيجي ربع احتفائه بهؤلاء ، النشاز لرأى رأي العين رجع صدى عاصفة الحزم على المشهد العراقي فالعرب الشيعة مزقوا صور خامنئي وداسوا عليها على مرأى من عرب الهوية أحذية إيران . والتحالف العسكري الإسلامي أعم وأعمق .
إن دعاة الاستسلام للعدو الصهيوني هم و داعش ينفذون المشروع الماسوني [مزقوهم بسيوف وأقلام أبنائهم ]. و هنا سؤال كبير يبحث عن إجابة مقنعة شافية . لماذا ينشط هؤلاء النفر و يزداد فحيحهم كلما تعرضت المملكة لمخاطر خارجية ؟ كما حدث بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ م و كما يحدث الآن ، في المحنة الأولى فضحهم الأمير نايف-رحمه الله- عندما وصفهم بالعمالة للأجنبي [زوار السفارات] قال تعالى ( لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورنك فيها إلا قليلا ً) .
سئل هتلر عن أحقر الناس قال: من يخون وطنه .
وأنا أقول : كل من يخذل و يشيع الروح الانهزامية و يعطي العدو مادة إعلامية يروجها تحت شعار [وشهد شاهد من أهلها ]فهو طابور خامس .
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفمقال رائع
ردحذفادام الله أمن الوطن واستقراره من كل عابث
الله يكفينا شر الاشرار
ردحذفابو نابف انت دايما رائع في اطروحاتك