صرخة الشيخ عائض القرني من باريس التي وسمها ب [المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ] كانت صرخة ألم عن البون الشاسع بين أخلاقهم وأخلاقنا، ولا يمكن وضع هذه الصرخة في باب الانبهار ولا الصدمة الحضارية؛ ذلك أن الشيخ سبق له زيارة الغرب وامريكا سياحة ودعوة وفيهماالتعامل والاحتكاك بفئات من تلك الشعوب أعم و أشمل و أعمق منه في رحلة علاجية، ولا تفسير لهذه الصرخة إلا أنها تعبير عفوي صادق عن واقع نعيشه في تعاملنا اليومي، إن صرخة الشيخ يجب أن تلقى ما تستحقه من البحوث والدراسات المفضية إلى تحديد أسباب هذه المشكلة، ووضع الحلول العملية لها، فالإسلام تربيته أخلاقية راشدة و رائدة فالمسلمون الأوائل كانوا دعاة إلى الإسلام من خلال تعاملاتهم وسلوكهم و أخلاقهم . ومن جهتي سأقابل صرخة الشيخ، بصراحة ووضوح لا مكان لأساليب التورية، ولا لألفاظ الكنايات والعموم مكان فيها؛ لأن التربية لا تحتمل مثل هذه الأساليب، وسأوجز مشاركتي في نقاط مضغوطة محددة كما يلي:
١-التربية عملية شاقة ومستمره، لا تتوقف عن مرحلة عمرية محددة ،وإن كانت الطفولة أهم وأنسب مواسم بذرها وتعهدها، وخاصة الجانب الانضباطي؛ لأنه قوة اي تربية في إنضباطيتها، وتقدم الأمم يقاس باحترامها للانظمة في شتى مجالات حياتها، وتطبيقه على الجميع دون استثناء حتى يصبح سجية أخلاقيه، مصير المستهتر بها النبذ من المجتمع .
٢-أن التربية على الانضباط تبدأ بعد الولادة مباشرة، فالأم المربية تنظم مواعيد رضاعة طفلها؛لتغرس فيه روح الانضباط وتنمي فيه ملكة ضبط مشاعره واشباع حاجته، بعكس الأم التي تلقمه الثدي كلما صرخ ، حينها سيربط الطفل بين صراخه و اشباع حاجته.
٣-[إن الخطأ في التربية ليس كالخطأ في غيرها من المجالات، فخطأ الطبيب يموت به شخص واحد، والخطأ في التربية يدمر أجيالاً، وتشقى به الأمة؛ عندما يصبح أبناؤها معاول هدم وليسوا سواعد بناء.
٤-[إن عملية التربية ليست تعاطيا و بيعا و شراء،وليست بضاعة تستورد إننا في فترات من التاريخ خسرنا أكثر مما ربحنا باستيراد نظرية التعليم الانجليزية والأوروبية ،إلى بلادنا الأمريكية]د.كونت في كتابة (التربية و الحرية) أقول :هذا بين أمتين ذاتي عقيدة واحدة ولغة واحدة وثقافة واحدة يقول الدكتور :عبد الرحمن النقيب:[..ونحن نقدم العلوم التربوية والنفسية لطلابنا لا يجوز لنا أن ننقلها أو نقتبسها دون أن نحللها وأن نربطها بالظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي أنتجتها على أرضها .. من الضروري ألا ندرس تلك الأفكار على أنها حقائق مقدسة أو فكر منزه....]
٥-لقد حصل -عندنا-انفصام نكد بين التربية و التعليم مرة تحت شعار [العلم قبل القول و العمل] الذي رفعه الامام البخاري -رحمه الله - في وجه من عظم العمل و جعله وحده المعول عليه ؛ و العلم بلا عمل حجة على صاحبه ، و العمل بلا علم ضلال .و مرة ثانية بالتمسك بمسمى (وزارة المعارف) عقوداً طويلة بنفس منطق (العلم قيل..) مع أن آيات كثيرة قدمت التزكية على العلم . و التربية الاسلامية لم تعرف في تأريخها هذا الفصل ؛و إنما كانت تربط بين النظري و العملي و بين العلم و التطبيق .إن المعارف المجردة لا تصنع جيلاً منضبطاً في سلوكه و تعاملاته أخذاً و تركاً ، إن إبليس لديه علم و معرفة و لكن سوء أدبه جلب عليه غضب الرب . قال الحبيب القدوة :[..و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ] . و عندما تغير الاسم إلى [وزارة التربية و التعليم ] لم يصاحب ذلك تغييراً في المسمى لا في مناهج كليات التربية و معاهد تخريج المعلمين والمعلمات، ولا في شروط القبول لمن يتصدى لهذه الرسالة التي بها سعادة الأمة أو شقائها.
٦-إن غياب الانسجام و التكامل بين مؤسسات المجتمع ، و أهمها المؤسسات الإعلامية التي لم تعزز دور المؤسسات التربوية؛بل عارضته و شوشت عليه، فأحدثت انفصاماً بين البيت و المدرسة و التعليم و التربية.
٧- إن التربية الايمانية كفيلة باصلاح الفرد و المجتمع؛ذلك أنها تجعل من الوازع الديني رقيباً شديد المحاسبة بشهود السلطة أو غيابها، لو تم ذلك لما وجد السحرة الأشرار سوقاً رائجة في أرض التوحيد المملكة و كذلك المخدرات و كذلك الشعوذة و دجاجلة الرقى و تفسير الأحلام و المستشار الأسري . ولا الفكر الضال ولا التكفير و التفجير .ولا الزندقة ولا التجديف [ أربعة أشهر وعشرًا]
هذه مشاركتي يا شيخ /عايض مع رجاء حار ألا تكون كمن يرمي بحجر في المياه الراكدة و يمضي في سبيله ، لابد أن تكون هذه القضية في مقدمة أولوياتك ، لا تعلم الناس كيف يجمعون الحسنات ؛ بل علمهم ( الدين المعاملة ) (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ( و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)
المرجع:
مكامن الخلل في العملية التربوية
عبيد السويهري
كتيب المجلة العربية
العدد [٩١]
١-التربية عملية شاقة ومستمره، لا تتوقف عن مرحلة عمرية محددة ،وإن كانت الطفولة أهم وأنسب مواسم بذرها وتعهدها، وخاصة الجانب الانضباطي؛ لأنه قوة اي تربية في إنضباطيتها، وتقدم الأمم يقاس باحترامها للانظمة في شتى مجالات حياتها، وتطبيقه على الجميع دون استثناء حتى يصبح سجية أخلاقيه، مصير المستهتر بها النبذ من المجتمع .
٢-أن التربية على الانضباط تبدأ بعد الولادة مباشرة، فالأم المربية تنظم مواعيد رضاعة طفلها؛لتغرس فيه روح الانضباط وتنمي فيه ملكة ضبط مشاعره واشباع حاجته، بعكس الأم التي تلقمه الثدي كلما صرخ ، حينها سيربط الطفل بين صراخه و اشباع حاجته.
٣-[إن الخطأ في التربية ليس كالخطأ في غيرها من المجالات، فخطأ الطبيب يموت به شخص واحد، والخطأ في التربية يدمر أجيالاً، وتشقى به الأمة؛ عندما يصبح أبناؤها معاول هدم وليسوا سواعد بناء.
٤-[إن عملية التربية ليست تعاطيا و بيعا و شراء،وليست بضاعة تستورد إننا في فترات من التاريخ خسرنا أكثر مما ربحنا باستيراد نظرية التعليم الانجليزية والأوروبية ،إلى بلادنا الأمريكية]د.كونت في كتابة (التربية و الحرية) أقول :هذا بين أمتين ذاتي عقيدة واحدة ولغة واحدة وثقافة واحدة يقول الدكتور :عبد الرحمن النقيب:[..ونحن نقدم العلوم التربوية والنفسية لطلابنا لا يجوز لنا أن ننقلها أو نقتبسها دون أن نحللها وأن نربطها بالظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي أنتجتها على أرضها .. من الضروري ألا ندرس تلك الأفكار على أنها حقائق مقدسة أو فكر منزه....]
٥-لقد حصل -عندنا-انفصام نكد بين التربية و التعليم مرة تحت شعار [العلم قبل القول و العمل] الذي رفعه الامام البخاري -رحمه الله - في وجه من عظم العمل و جعله وحده المعول عليه ؛ و العلم بلا عمل حجة على صاحبه ، و العمل بلا علم ضلال .و مرة ثانية بالتمسك بمسمى (وزارة المعارف) عقوداً طويلة بنفس منطق (العلم قيل..) مع أن آيات كثيرة قدمت التزكية على العلم . و التربية الاسلامية لم تعرف في تأريخها هذا الفصل ؛و إنما كانت تربط بين النظري و العملي و بين العلم و التطبيق .إن المعارف المجردة لا تصنع جيلاً منضبطاً في سلوكه و تعاملاته أخذاً و تركاً ، إن إبليس لديه علم و معرفة و لكن سوء أدبه جلب عليه غضب الرب . قال الحبيب القدوة :[..و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ] . و عندما تغير الاسم إلى [وزارة التربية و التعليم ] لم يصاحب ذلك تغييراً في المسمى لا في مناهج كليات التربية و معاهد تخريج المعلمين والمعلمات، ولا في شروط القبول لمن يتصدى لهذه الرسالة التي بها سعادة الأمة أو شقائها.
٦-إن غياب الانسجام و التكامل بين مؤسسات المجتمع ، و أهمها المؤسسات الإعلامية التي لم تعزز دور المؤسسات التربوية؛بل عارضته و شوشت عليه، فأحدثت انفصاماً بين البيت و المدرسة و التعليم و التربية.
٧- إن التربية الايمانية كفيلة باصلاح الفرد و المجتمع؛ذلك أنها تجعل من الوازع الديني رقيباً شديد المحاسبة بشهود السلطة أو غيابها، لو تم ذلك لما وجد السحرة الأشرار سوقاً رائجة في أرض التوحيد المملكة و كذلك المخدرات و كذلك الشعوذة و دجاجلة الرقى و تفسير الأحلام و المستشار الأسري . ولا الفكر الضال ولا التكفير و التفجير .ولا الزندقة ولا التجديف [ أربعة أشهر وعشرًا]
هذه مشاركتي يا شيخ /عايض مع رجاء حار ألا تكون كمن يرمي بحجر في المياه الراكدة و يمضي في سبيله ، لابد أن تكون هذه القضية في مقدمة أولوياتك ، لا تعلم الناس كيف يجمعون الحسنات ؛ بل علمهم ( الدين المعاملة ) (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ( و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل)
المرجع:
مكامن الخلل في العملية التربوية
عبيد السويهري
كتيب المجلة العربية
العدد [٩١]
صح لسانك يبو نايف
ردحذف