الأحد، 25 ديسمبر 2016

أحمد شوقي يشكو ماأصاب دمشق من ظلم فرنسا ونحن نشكوا جرائم المجوس والروس



قم ناج"جلق"وانشد رسم من بانوا
مشت على الرسم أحداث وأزمان
هذا الأديم كتاب لا كِفاء له
رث الصحائف باقٍ منه عنوان
الدين والوحي ولأخلاق طائفة
منه وسائره دنيا وبهتان
مافيه إن قلبت يومًا جواهره
إلا قرائح من رادوأذهان
بنوأمية للأنباء مافتحوا
وللأحاديث ماسادوا ومادانوا
كانوا ملوكًا سرير الشرق تحتهمُ
فهل سألت سرير الغرب ماكانوا
عالين كالشمس أطراف دولتها
في كل ناحية ملك وسلطان
ياويح قلبي مهماانتاب أرسمهم
سرى به الهم أو عادته أشجان
بالأمس قمت على الزهراءأندبهم
واليوم دمعي على الفيحاءهتان
في الأرض منهم سماوات وألوية
ونيرات وأنواءٌ وعقبان
معادن العز قد مال الرغام بهم
لو هان في تربه الإبريز ماهانوا
لولا دمشق اما كانت طليطلة
ولا زهت ببني العباس بغدان
مررت بالمسجد المحزون أسأله
هل في المصلى أو المحراب مروان
تغيّرالمسجدالمحزون واختلفت
على المنابر أحرار وعبدان
فلا الأذان أذان في منارته
إذاتعالى ولا الأذان أذان
آمنت بالله واستثنيت جنته
دمشق رَوْحٌ وجنات وريحان
قال الرفاق وقد هبّت خمائلها
الأرض دار لهاالفيحاءبستان
جرى وصفق يلقانا بها"بردى"
كما تلقاك دون الخلد رضوان
نزلت فيها بفتيان جحاجحة
آباؤهم في شباب الدهر غسان
بيض الأسرة باقٍ صيد
من (عبدشمس)وإن لم تبق تيجان
نصيحة ملؤها الإخلاص صادقة
والنصح خالصه دين وإيمان
والشعر مالم يكن ذكرى وعاطفة
أوحكمة ؛فهو تقطيع وأوزان
ونحن في الشرق والفصحى بنو رحم
ونحن في الجرح والآلام إخوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق