أما والذي نفسي بيده ؛ليظهرن هـؤلاء القوم عليكم ،ليس لأنهـم أولى بالحق منكم ،ولكن لإسراعهـم إلى باطل صاحبهـم ،وإبطائكم عن حقي..استنفركم للجهـاد فلم تنفروا،وأسمعتكم،ودعوتكم سرًا وجهـرًافلم تستجيبوا ،ونصحت لكم فلم تقبلوا،أشهـود كغياب عبيد كأرباب؟أتلوا عليكم الحكم فتنفرون منهـا ،وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنهـا ،وأحثكم على جهـاد أهـل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبأ ترجعون إلى مجلسكم وتتخادعون عن مواعظكم ،أقومكم غُدوة وترجعون إليّ عشية كظهـر الحية ،عجز المُقّوِم وأعضل الُمقّوم.
أيهـاالشاهـدة أبدانهـم الغائبة عقولهـم،المختلفة أهـواؤهـم المبتلى بهـم أمراؤهـم ،صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه ..لوددت أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار فأخذ عشرة منكم وأعطاني رجلًا منهـم،ياأهـل الكوفة مُنيت بكم بثلاث واثنتين :صم ذوو أسماع وبكم ذوو كلام ،وعمي ذوو أبصار لا أحرار صِدقٍ عند اللقاء ولا إخوان ثقة عند البلاء تربت أيديكم ،ياأشباه الإبل غاب عنهـا رعاتهـا ،كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر..
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق