شيخ الأزهر الدكتور: أحمد الطيب ذكر في إطلالته يوم الجمعة ٢٠١٦/١١/١٨ م كلامًا عن مؤتمر ( أهل السنة والجماعة ) الذي عقده في غروزني من 25 - 27 /8 /2016 يجدر بعلماء أهل السنة مناقشته ؛ فالحوار به تتلاقح الأفكار، وتظهر الحجة التي بها تستبين المحجة ،فالعلماء هم من حصر الله فيهم خشيته ،وأخذ عليهم العهد والميثاق ، بأمره لهم وجوبًا (..لتبيننه للناس ولا تكتمونه ). أما أنا القارئ صاحب البضاعة المزجاة ، سأسجل بعض ملاحظاتي على كلام الشيخ بما يشبه لقطة العجلان على النحو التالي :
الملاحظة الأولى : قال الشيخ :(مؤتمر "أهل السنة والجماعة" بالشيشان استغل بشكل سيئ..). ولم يذكر الشيخ من الذي أساء الاستغلال ؟ وعليه فإني أعتقد أن المنظمين هم من استغلوا الأزهر وشيخه ؛ لتمرير التعريف الجديد لأهل السنة والجماعة ، ويصطدم هذا الاعتقاد بالبيان الختامي للمؤتمر ، الذي جاء طبقًا لرغبة شيخ الأزهر في الكلمة التي خاطب بها المؤتمرين وطالبهم فيها ب(حاجة الأمة الإسلامية الآن لأن تعرف من جديد من هم "أهل السنة والجماعة" وما هي معالم مذهبهم؟). وهذا ما حصل بالفعل ؛إذ تم تعريف أهل السنة والجماعة من جديد، وكما طالب المؤتمر بذلك كررهذه الرغبة في اطلالته يوم الجمعة ١٨ / ١١ / ٢٠١٦ كقناعة مترسخة عنده منذ الصغر في مرحلة التعليم الأولي ، وعليه لا أجد أي مبرر لتكرار القول :(بأن الأزهر غير مسؤول عن بيان غروزني ). وعليه لم أفهم من الذي استغل المؤتمر بشكل سيئ ،فإن كانوا المنظمين فلا أرى إلا أنهم حققوا رغبة شيخ الأزهر، وإن كان غيرهم من المنتقدين فإنهم لم يسيئوا بدليل التراجعات و التبرؤات من البيان الفضيحة.
الملاحظة الثانية :قال الشيخ :(لم يعرض علينا بيانه الختامي ).أقول إن حضور الإمام الأكبر بوفدٍ هو الأكبر ، لرعاية المؤتمر و افتتاحه بكلمةٍ هي الأطول والتي حددت هدف المؤتمر، وأنعكست على بيانه الختامي ، وقد جرت العادة في مثل هذه المناسبات على توزيع مسودة البيان الختامي مع خطابات الدعوة .
الملاحظة الثالثة: يقول الشيخ :(..وقد تعلمت من كتاب "شرح الخريدة"لأبي البركات الدردير في المرحلة الابتدائية ،أن "أهل السنة والجماعة "هم الأشاعرة والماتريدية تمييزًا لهم عن الفرق الإسلامية الأخرى ).أقول :هذا ما قرره المؤتمر في غروزني بالنص الحرفي ،وعليه لا أفهم تملص الشيخ من هذا البيان. الملاحظة الرابعة: يقول الشيخ :(..وقد تعلمت في المرحلة الثانوية أن أهل الحق هم:" أهل السنة والجماعة "وأن هذا المصطلح ؛إنما يطلق على اتباع إمام أهل السنة والجماعة ، أبي حسن الاشعري ، واتباع إمام "الهدى" أبي منصور الماتريدي ).أقول :هذا ما قرره المؤتمر ، وهو مأخوذ من كلمة الشيخ في المؤتمر ومن قناعاته الشخصية منذ الصبا ، والله لم أفهم سر التبرؤ ولا سرالاستغلال السيئ.
الملاحظة الخامسة :قال الشيخ:وحينما نقول :(..وحدة المسلمين لا تعني حشد المسلمين في مذهبٍ واحد أو فكرٍ واحد أو مدرسة فقهية أو مدرسة عقدية واحدة). أقول :العقيدة لا مجال للاختلاف فيها ،فهي محسومة بالوحيين وليست من المسائل الفرعية التي يسوغ فيها الاجتهاد، إلا عند المتكلمين اللذين لم يتعبدنا الله بفلسفاتهم ،فالعقيدة الإسلامية بسيطة يفهمها العامي قبل المتعلم (البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير ..) وإمام الهدى هو محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس أبو منصور الماتريدي ولا غيره ، ومن اهتدى بغير محمد صلى الله عليه وسلم فقد ضل ضلالًا مبينًا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق